تعمل مجموعة العشرين، التي تضم أكبر الاقتصادات في العالم على قواعد ضريبية عالمية جديدة لتصبح أكثر فعالية في تحصيل الضرائب من كبرى شركات التكنولوجيا خلال اجتماعهم الممتد ليومين في جنوب غربي اليابان، ويختتم اليوم الأحد.

وتجمع وزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية لدول مجموعة العشرين في مدينة فوكوكا اليابانية وسط توترات تجارية مستمرة بين الصين والولايات المتحدة.

وقال وزير المالية الياباني تارو آسو، الذي ترأس الاجتماع، يوم السبت، إن مجموعة العشرين اتفقت على أن "الاقتصاد العالمي سيتعزز في النصف الأخير من هذا العام على الرغم من أن مخاطر التراجع لاتزال قائمة".

ومن المنتظر أن تتعهد مجموعة العشرين بتكثيف جهودها للعمل على نظام ضرائب عالمي جديد وسط انتقادات بأن شركات التكنولوجيا الكبرى مثل جوجل وفيسبوك لا تدفع حصة ضريبية عادلة.

وقال وزير المالية الألماني أولاف شولتز، السبت "العديد من الشركات الكبرى لا تدفع الضرائب التي ينبغي عليها دفعها بالفعل، لاسيما شركات الاقتصاد الرقمي". ويبدو أن الولايات المتحدة وفرنسا والصين تؤيد هذا الإجراء.

وقدمت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية مقترحات لجمع الضرائب بشكل أكثر فعالية من الشركات الرقمية.
ومن المتوقع أن تصدر مجموعة العشرين بيانًا مشتركًا عقب الاجتماع الذي يعقد على مدى يومين، والذي يجرى استعداداً لاجتماع قادة مجموعة العشرين المقرر عقده في وقت لاحق من الشهر الجاري في مدينة أوساكا غربي اليابان.

وقال وزير المالية الألماني أولاف شولتز للصحفيين على هامش الاجتماعات في فوكوكا باليابان: "يتفق جميع وزراء مالية مجموعة العشرين على الحاجة إلى شفافية الديون".

وأضاف أن الدول المقرضة، بما فيها الصين، يجب أن تكون مستعدة لقبول القواعد المنصوص عليها في اتفاقية نادي باريس، حسبما أفادت وكالة بلومبرج للأنباء.

ومع تعرض اليابان للانتقاد بصورة مباشرة وغير مباشرة، بسبب تأثير مشروعات البنية التحتية على البلدان المضيفة ذات الدخل المنخفض التي يتم تنفيذ المشروعات فيها، شدد مسؤولون يابانيون على الحاجة إلى نقل المعلومات بصورة أكبر حول تمويل هذه المشروعات.

وأشار شولتز في سياق منفصل إلى أن الاتفاق بين الولايات المتحدة والصين حول التجارة من شأنه أن يساعد على الفور بصدد توقعات النمو العالمي، وهي وجهة نظر من المقرر أن يعكسها البيان المشترك لواضعي السياسات.

كانت كريستين لاجارد، رئيسة صندوق النقد الدولي، ألقت الضوء على الجانب المظلم لتطورات التكنولوجيا المالية أثناء الاجتماع.
وأضافت أنه بينما تساعد القفزات الضخمة التي تحققت في مجال تكنولوجيا الخدمات المالية في دمج الأسواق وتحديثها، إلا أن هناك قضايا تتعلق بالخصوصية والمنافسة والهيمنة على الأسواق ما زالت تنتظر حلولاً.

ومن المقرر أن يصدر المسؤولون مسودة للبيان الختامي يعتبرون فيه النمو العالمي مستقراً، رغم وجود مخاطر على الجانب السلبي، من بينها "التوترات التجارية والجيوسياسية المكثفة"، وفقاً للمسودة الخامسة للبيان التي اطلعت عليها وكالة بلومبرج للأنباء.

اقرأ أيضاً.. "مجموعة العشرين" قلقة من النزاع التجاري بين أميركا والصين

وتضم مجموعة العشرين كلاً من الأرجنتين وأستراليا والبرازيل وبريطانيا وكندا والصين وفرنسا وألمانيا والهند وإندونيسيا وإيطاليا واليابان والمكسيك وروسيا والسعودية وكوريا الجنوبية وجنوب إفريقيا وتركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.